8 ــ هـــــيَ
سَفرٌ
ما بين شراييني
ومنارة ُ فيض ٍ تومئُ لي
تدعوني
لشواطئ من شعرٍ
لم أنجزْ في نظم ِ لآلئها
إلا حرفاً
يتلألأُ كالسين ِ على شرفةِ
عَــيْن ِ الصبح ِ إذا
ما أُولجَ خيط ُ الضَوءِ
جدارَ العتمةِ منتشياً....
حرفاً
يتكـوَّرُ في
عينيَّ سماءً من همس ٍ ،
تتجلّى أطيافُ اللون ِ بها
قوسا
تشتدُّ ،
تشدُّ دمي
لمقاماتٍ
يتحرَّرُ فيها من ثِقـْل الصِّلصال ِ ومنْ
أسمالِ الروحْ.
حرفاً
يقتلني في لحظة ٍ وجدٍ ،
وبلحظةِ وجدٍ يحييني .
هيَ خيمة ُ حبٍّ
تتأثـّثُ بالنورِ وماءِ الوقتِ
على مهلٍ
وتهيئُ سُندسَها
سُرُراً
وأرائكَ من
أنداء البوح ِ الينذرُ لي،
أنهاراً من عسل ٍ
تجري بين يديَّ
وتغويني
أنُ أتكئَ الآنَ على سندسها
فرداً
لا أسمعُ في طيّاتِ عباءتها
غيرَ رنين ٍ
ينداحُ
دوائرَ عشق ٍ فوقَ كريّاتي الحُمْرِ
فأستسلمُ
للأرج ِ الناذر ِ حينَ يناديني :
هَـيـتَ لـكْ
فأهيئ أشرعتي ....
أسندها لصواري الرغبةِ ،
والأمواجُ تلاطفُ ــ ما زالتْ ــ
أطرافَ شرايني.
لا طوقَ نجاةٍ غيرَ
رَذاذِ الموج يشدُّ دمي
لغياباتِ القيعان ِ
ويغريني
بالمرجان ِ وبالياقوتْ....
بقرنفلةٍ
تتفتّحُ لي ،
تتهيأ بالعطر ِ وتكشفُ عن سرِّ الجسد الطاغوتْ.
فأهيئ أنفاسي ،
لا عاصمَ إلا أنْ
أُبحرَ في هذا الفيض ِ شفيفاً ،
أنْ أغرقَ حتى ألمِسَـني فيها ،
أنْ ألبسَها ،
أَنْ تلبسَني ،
نتلابسُ حتى يُعلنَ
ديكُ الفجرِ غروبَ الليلْ......
ننشطرُ اثنينْ
ينتظران ِ على قارعةِ اليوم ِ
شروقَ الليلْ .