ما
لي وللعيد
عبد الكريم أبو الشيح
(عيد بأية
حال عــــدت يــا عيــد)
وذي العروبـة أشقتــها المواعـيــدُ
بما أتيتَ؟ وأسياف العدا ارتفعت،
(بما مضى؟ أم لأمر فيك تجديــد)
(أمّـا الأحبـة فالـبيــداء دونهـمـوا)
قدْ قدَّ أحلامَهم جوعٌ وتشــريـــدُ
فابعِد بعِدتَ فما آنســتَ مغتصَـبــا
(فليت دونك بيدا دونهــــــا بيــد)
بما أتيت ؟وهذي الأرض وشّحها
دمٌ طهورٌ جرتْ فيـــهِ الأخـاديــدُ
دمٌ زكيٌّ بكفِّ حُماتهِ انهـــــدرتْ
أنسامُهُ وسقــاها الــذلّ عربــيــدُ
يا للحُمــاةِ إذا كانـــوا
أبـــاطرةً
فينا وهمْ في السِّوى سِفْلٌ رعاديدُ
فما نـــواطـيـرها إلا ثـعــالـبُـــها
فقـــد بشِمــْنَ وحلــم الناس تثريدُ
انظرْ لمسرى رسول الله قايضَهُ
شِــبــهٌ تقــاذفَـــهُ الفتيانُ والغيـدُ
بأن يدومَ لــهُ الكرسيُّ رافـعــــةً
مادام في القدس ترجيسٌ وتهويدُ
وثمَّ جَـــدَّ نخيـــلا بالفــراتِ سما
يا للنخيل وكم كسرى به سِيــدوا
وها هــو اليومَ يبكي إذْ تَــوزّعهُ
قتــلٌ ظـلومٌ وتجويــعٌ وتصريــدُ
وجــازهُ للشــــآمِ إذ بـــه
سَــفَهاً
أودى فأودى بنــا شراً مناكيـــدُ
هذي الشآمُ فطأطئْ عيدُ من خجلٍ
هذي الشــآمُ نَــــداها اليومَ تنهيـدُ
قد قامَ فيها خدينُ الصِغْر يحكمها
مستأسداً فيها وما للجُعْل تأسيـــدُ
لولا اللئامُ على أقدارها وُضِعــوا
كلٌّ له في الغدر توحيدٌ وتحميـدُ
فقام كسرى أنوشــروانَ ينصرهُ
تبــدي ســواداً بـه أثوابُه الســودُ
والغربُ يمهلهُ والشرقُ يحضنهُ
والعُربُ يجمعهم خُلفٌ به صيدوا
هذي الشآمُ ،فطأطئْ عيدُ من خجلٍ
هذي الشـــآمُ ، ومــا للشــام تفنيـدُ
ضـئـر العروبة كلٌّ منه قـد نهـلوا
فـمـا لهم عنــدما نـادتــهمُ قِـيــدوا
عـــذراً دمشــقُ وللتاريخ نعــتذرُ
يا أمَّــــهُ الأرضعتهُ وهـو مولودُ
عــذراً دمشقُ، وما عذرٌ لنا أبداً
ما غيرُ حبٍّ على الآباد ممــدودُ
عذراً دمشقُ،وطأطئ عيد من خجلٍ
ما تعطِهِ اليومَ غيرَ النصر مـردود
فابعِدْ بعِدتَ فما آنســتَ مُغتصَبـــاً
إنْ لم يكنْ فيكَ للتحريـــر تغريــدُ