إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأحد، 18 ديسمبر 2011

كَوْمَة ُ أحلام


                   كَوْمَة ُ أحلام

                            

(1)

حدثني وضّاحُ عن امرأةٍ

قامتْ

 تستطلعُ أحوال العاشق أثناءَ النومِ

وقدْ

أخذتْ للعاشق زينتَها

وتمادتْ في الزينةِ ..... غَيَّــا

فتكرَّزَ في شَفَتيها الشوقُ

 لهيباً


يَتضوّعُ في أركانِ الجسمِ

                       شَـهيَّا

إنْ يرضعْ جمرتهُ

يُبعثْ من رَقْدَتِهِ

                  حـيــّا

تحملهُ أمواجُ الصَنْدلِ والكافورِ

وتُلقيهِ

على أطرافِ مَحارتِها

آدمَ ....

يُلقي ما خصفت كفّاه عليهِ

ويخلعُ ما خصفتْ

كفّاها

عن لؤلؤها  المكنونِ .... رضيّا

فتطيبُ لهُ

تتفتّحُ في الجسمِ مفاتنها

تدعوهُ بأنْ

يأكل قصداً

رمّانَ حديقتِها

أنْ يشرب خمرة سرّتها ..... ريّا

وتهيبُ بهِ

آناءَ الليلِ الزفراتُ بِنَهْدَتِها

أنْ لا يُبقي من مرمرها .... شيّا

إنْ يفعلْ ذاكَ تَعِدْ

أنْ يكتهلَ الشعرُ على شفتيهِ

وما زال صبيّا    


(2)

تتكرّر أنتْ

وتعيد القصةَ في الليلةِ آلافَ المرَّاتِ

على غيرِ هدىً

وكأنّكَ

في عتمةِ هذا الجسدِ

المكتظّ بكلّ الأضدادِ

تفتّشُ عن ( أنتْ ) ،

فتروح تبيدرُ أجساد الكلماتِ

تُشاكِلُها

لتصوغَ لنا

قصَّةَ خَلْقِكَ

من شفتين عشقتهما  

فتكرّزتا شوقاً

كي تلداك على مقربةٍ

من شرفة حلمهما

لكنّهما

حين وُلدتَ ترمّدتا

ذُرّ رمادهما بإناءِ حليبكْ

حين شربتَ احتملوك إلى بئر

ٍلا تأتيها السيّارةُ


بئرٍ....

قد عشّش فيها الخوفُ

ولا يوجد فيها

غيرُ رنين حروفٍ

تتوضأُ ,

تحت أزيز العتمةِ ,

في عينيك .... وتخبو

وبقايا

 من أشجار ِأصابعكَ الصمّاءِ

علــــــــــى

 صخرة حلمٍ .... تحبو

    (3)

حين ولدتُ على شرفتها

 ـ والقولُ لأمي ـ

حملتني قابلةُ الأحلامِ وطافتْ

في الغابات تغنّي

وتمنّي

أجسادَ الأشجارِ بخضرتها

والبحرَ بزرقته

والأطيارَ

ـ وما كانتْ تعرف كيف تزقزق شهوتها ـ

منّتها

بالألحان تُطِلُّ خَميلَتَها

وتقولُ لها :

مَنْ دلَّ فتايَ على ( وردَ )

ستمنحهُ عشتارُ

جَديلتَها

وتسوق إليهِ أغانيَ هودجها الحبُّ

وحمَّلَها

رأساً مازالتْ

تطفو في القلب وتطفحُ وجدْ ،

مَنْ دلَّ فتايَ ......

وتأتيها أشجارُ الغابةِ ،

والبحرُ ،

وكلُّ الأطيارِ ،

 وتسألُها :





مَنْ ( وردُ ) ؟

ومَنْ هذا الطفلُ الوضّاحُ الوجهْ؟

فتقصُّ عليهم قصّتها :

(وردّ ) امرأةٌ

 كانتْ .....

قدُ وعَدتْ هذا الطفلَ بجمرتِها

فإذا ما ارتضعتْ شَفَتاهُ النارَ رضىً،

ستجود عليهِ

بخمرتها ،

حتّى يكتهلَ الشعرُ على شفتيهِ

 فيقتلها ،

أو تقتلهُ ......

وتشيرُ إليّ

                ـ وكانت عينايَ

               كنجمينِ يُفيضان الضوءَ ـ

سَـلوهُ إذا شئتمْ ،

وتقولُ القصةُ

إنّي أعجَبتُ السائلَ حينَ أجبتُ

وقلتُ لهُ :  

إنّ الفرعونَ يَخاف الشِّعرْ

وعليهِِ

فقدْ أصدرَ أمرْ

يقضي

أنْ يؤخذَ مَنْ يولدُ هذا اليومَ

فَـيـُشْـــــوَى

ثُمْ يُلقى كي يأكلَه جائزةً

حرّاسُ القَصْرْ

وطفقتُ أغنّي ،

فأحاطتني الأشجارُ

 تظلّلـني

والبحرُ جثا

تحت القدمين لِيغسَلني

واحتملتني

زافاتُ الطيرِ

وطافتْ في الآفاق ِ

إلى أنْ حطّتْ في باحة ديرْ ......

يـا الّلـــــــــــــه

ورْدُ على طرفة عبنٍ منّي...........

وتفيضُ إليَّ نُسَيْمةُ عطرْ

تستطلعُ أحوالَ العاشق في المهدِ

وما في المهدِ سوى

كومةِ أحلام لا غَيرْ

تبسمُ وردُ إليَّ ....

توشوشني

ستكونُ النذرَ فلا ضَيرْ


(4)

       تتكرّرُ أنت   

     تجترُّ فُتاتَ الّلونْ

     وتعودُ لذاتِ القصّةِ

     لكنّكَ

    تخلطُ دوْرَ الأبطالِ

    وتلعبُ بالوزنْ ،

     مثلا :

    وضّاحٌ لمْ يعشقْ ورْدْ ،

     أما ورْدُ

      فلمْ تكشفْ سرّ مراياها ،

    ما ابتسمتْ يوما عيناها

     طمعاً بالودّْ

     إلا للمعشوقِ المسكونِ

     بديكِ الجِنْ .

     أأضعتَ خيوطَ القصة ْ ؟

ــ :  سأجيبكَ هذي المرّةْ ،

    حسب العَوْد الأبديِّ لنتشة ْ،

    ما كانتْ ورْدُ سوى روضةْ

ــ : أأضعتَ خيوط القصّةِ ؟

      أم أنتَ أضعتَكَ حقّاً

     في عتمةِ هذا الكونْ ؟؟

ــ : أأضعتُكَ ؟!..

       مَنْ قالَ أضعتُكَ ؟!..

       مَنْ...؟؟؟!

ـ : فإذنْ ،

    أينَ النّظرةُ تلكْ ؟

    حينَ تُساقِط ُ من علياءِ الرّؤيا  

    عيناً من شبقٍ

     تُوْلجُها

     في كلّ مسامات الكونْ

     عيناً..

     تفتحُ للروح سهوبا من ألَقٍ

     ومدارجَ عشقٍ

      لا يدركها

    غيرُ العارفِ بالوجدِ

    وأسرار اللونْ

ــ : يـا صـاح

  هِـيَ الكَلِماتْ

    يـا لـيييييييي 

   من كلماتٍ

    تضيّقُ إذا اتسعت في القلب

   الـــــرُّؤيــــا

    وتغيمُ الروحُ بيادرَ حُزْنْ 




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق