إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الجمعة، 27 يناير 2012

جهة وحيدة /الشاعر عبد الكريم أبو الشيح

دثريني



دثّريــــني





دثّريني

بابتهال الياسمينْ

وارتعاشات الدوالي

إذ يساقيها الندى

من بوحه الملهافِ أصناف الغرامِ

فيميل الكرم زهواً

والعناقيد تباهي

كلَّ نجم كحّلت أضواؤه جفن الليالي

فأراني

في محاريب الدوالي

أعصر العنقود خمراً

تبعث الروح بمَيْتات العظامِ.



دثريني

إنَّ خوفاً بارداَ قد حطَّ في شرفة روحي

غلّف الرؤيا جليداً

وتمادى في اغتيالي

فأراني

مثل عشواءَ تمشّى

فوق خيط من سخامِ.



دثريني

أسرجي عينيك قنديلاَ . . . أضيئي

عتمة القلب بدفء الوشوشاتْ

وهي تنساب حنيناَ

في الحنايا الواهياتْ

توقظُ الأشواق ناراَ

اصطليها ليلة القرِّ وأحيي

في لظاها ...

مهرجان الأمنياتْ

فأراني

في محاريب الدوالي

آمر الكرم فيأتي باحتشامِ

ها هنا نهر يغنّي

وقطوفٌ دانيـاتْ

وجرار الخمر حولي

والصبايا راقصاتْ

كنُسَيْمات الصَّبا

يافعـات مُحْييـاتْ



دثّريني

دثّريني

إنّه الخوف

وقلبي لحظة الخوفِ يكابرْ

يدعي العشق ويمضي

يغزل النهر مواويل

ويستسقي المحابِرْ

أن تَجود الصبَّ حرفاً من ينابيع القوافي

كي يغازلْ

عين مَنْ يهوى ويرسمها مرافي

ويصوغَ الخوفَ أفراساً من الوجد تسافرْ

ضابحاتٍ

مثل شلاّلِ عذارى

هامَسَ النهر فأروى

فيه أشواق المغامر



إنه الخوفُ

وقلبي لحظة الخوف يكابر

يدَّعي الحقد

ويمضي

بين هاتيك المقابر

يبتني من أعظم الأموات قصراً

ويرى تلك الشواهدْ

غابةً من فاتنات

ليس ينجو من غِِواها أيُّ عابرْ





دثّريني

دثّريني

إنّه الخوف

وقلبي لحظة الخوف يكابر

الأحد، 22 يناير 2012

خفر/عبد الكريم أبو الشيح




خفر


رويدكِ


هذا الدلال َوهذا الخفرْ


وبوحي


فإنْ لا تبوحي إليَّ بحرفٍ


فقدْ باحَ عنكِ


التماعُ العيونِ


وصوتُ الوترْ .


رويدكِ حبّي


رويداً


رويداً


فقد راحَ عــبـدُ الـكـريــمِ


بهذي الشفاهِ


شهيداً لشهدٍ


تشهّاهُ


مُذْ كان طفلاً أغَرّْ .


وكانَ


إذا ما دعاه اكترازُ الشفاهِ


وزهراً


بأعلى الخدودِ طفَرْ ،


يجيئكِ شوقاً


وحلماً


إليكِ نماه القدرْ  ،


إذا ما تَدانى


لقطفِ الورودِ ،


ويشتارَ ذاكَ العسلْ ،


تماديتِ دلاّ،


فخلّفتِ منهُ الفؤادَ الجليدَ


صريعاً


لظبيٍ غَريرٍ نَفََرْ


فهلاّ


بحقِّ الذي صاغ


فيكِ الجمالَ الشهيَّ


وألبسَ ما فاضَ


باقي البشرْ


تردّينَ ما ضاع منّي إليَّ ،


بتقبيل تلك الشفاهِ ،


وإلا


كفانيَ منكِ


ـ على الصبر مني ـ


النظرْ .

مبدعون يعاينون الحلم والمنجز في الفعل الثقافي لعام 2011/الرأي الأردنية (2/1/2012

إربد - أحمد الخطيب - ينقضي عام 2011م، وميدان الثقافة لا يزال يتسع للابتكار والتعدد والرؤى، ينقضي، ومعه ثمة حلم لم يستطع المبدع تحقيقه، ولكن مع هذا يبقى العام الذي ينقضي على حين غفلة، يحمل بين طياته، ثمة منجز رسمي وشعبي في الإطار الثقافي، وفي السياق ذاته، هناك منجز يرى المبدع أنه يضخ دماء جديدة في الحراك الثقافي، محاور تم طرحها على عدد من المبدعين ينتمون إلى أجيال مختلفة للنظر إليها من زوايا متعددة، وتالياً الإجابات:
ناجي: مسرح غنائي أردني

يرى المسرحي والشاعر حسن ناجي أن الأحلام تسكننا دائماً، فنحن محكومون بالأمل، والمنجز الإبداعي الذي كنت أتمنى أن يرى النور هو مسرحية شعرية عن البترا، كتبتها باللهجة العامية المحلية، ورغبتي في إنجازها نابع من حلمي أن أرى مسرحاً غنائياً كاملاً متكاملاً على خشبة المسارح الأردنية، خاصة وأن الفنان الأردني – كاتباً، ومخرجاً، وملحناً، ومغنياً – قادرا على تقديم مثل هذا الذي أحلم به، وأظن أن المسئولين في وزارة الثقافة، وأمانة عمان غير متفهمين لهذا المشروع الوطني الغنائي، وبالتالي فهم غير قادرين على دعمه، بدليل أنهم يقدمون له دعماً لا يتجاوز السبعة آلاف دينار، وكأنه مسرح عادي ذو تكاليف معروفة سلفاً، دون النظر إلى الكلفة الإنتاجية الإضافية التي يحتاجها العمل المسرحي الغنائي، ففيه جوقة مغنين قد يصل عدد أفرادها إلى عشرين مغنياً، وفيه فرقة الاستعراض التي يصل عدد أفرادها إلى ثلاثين وكلفة ملابس الاستعراض لكل لوحة فنية، وهناك عازفون وملحنون، كل هذا استثناء عن المسرح العادي، فمتى نرى مسرحاً غنائياً أردنياً؟ أتمنى أن يحصل هذا قريباً .
ويضيف لا أرى أي منجز إبداعي قد تحقق على أرض الواقع الثقافي، أو الفني بمفهوم المنجز الذي نطمح إليه، فالمنجز الإبداعي الحقيقي يحتاج إلى قرار وتنفيذ، ونحن لم نسمع بقرار حتى ننتظر التنفيذ، وأقول إن المنجز إذا لم يكن له ديمومة إبداعية متطورة، ويخلق حالة متحركة من الإبداع الجماعي وليس الفردي كما يحصل دائماً، فإنه خارج من حدود مفهوم المنجز، إننا بحاجة إلى خلق حالة مستمرة متطورة في المجال الإبداعي تنعكس على كل ما هو إبداعي في الكتابة، والرسم، والموسيقى، والتمثيل، فهل حاولنا أن نخلق مثل هذه الحالة ؟ إننا بحاجة إلى خطة عمل منجز إبداعي أولاً وتكون لجنتها من المبدعين الأردنيين، ثم ننطلق نحو التنفيذ
ويرى أن وزارة الثقافة تحاول جادة ومشكورة التحرك لإعادة الحياة إلى صندوق دعم الثقافة، وهذا أمر يُحسب لها، خاصة وأن الوزير الحالي هو من المبدعين الحقيقيين، ومن الذين لهم تجربة أكاديمية، ووزارية أيضاً، وأظن أنه سوف ينجح في مسعاه إذا مد يده إلى المؤسسات الثقافية، والفنية وهي القادرة على المشاركة الفاعلة، على أن لا يعتمد مبدأ رئيس المؤسسة، أو مديرها كما تجري العادة، بل اعتماد المبدع القادر على التحرك من أجل تحقيق المنجز، والمتفرغ لذلك، وما دامت الوزارة تسعى بهذا الاتجاه، وإلى تحقيق حلم المبدع الأردني بإنشاء صندوق خاص به، فإنها سوف تخلق حالة من الإبداع الجماعي، لذلك أقول أنا معها فيما تسعى إليه فهذا عمل وطني بكل ما في هذه الكلمة من معاني الوطنية، ومشروع الصندوق سيكون عملاً حضارياً نتمنى جميعاً تحقيقه .
الزغول: تسويق الإبداع والمبدعين
ويعيش الناقد سلطان الزغول حلما مفتوحا على مستوى الإبداع، فيقول أنا من النوع الذي يصبر على النص لينضج على نار هادئة، ولا أضع في حسباني أبدا الانتهاء من عمل ما خلال شهر أو شهرين أو حتى عام. لكنني بدأت هذا العام العمل في مشروعي النقدي الأهم في تاريخي الشخصي، ألا وهو قراءة الذاكرة الثقافية للشعر الحديث من زاوية التناص. وإذا كان النقد إبداعا على الإبداع، كما يرى كثيرون، فإنه يمكنني أن أعدّ هذا المشروع حلمي الذي لم ينجز عام 2011، وأتمنى أن أنتهي منه خلال العام القادم. أما المعوقات التي حالت دون إنجازه فأهمها أنه عمل ضخم يحتاج تفرغا كاملا، وهذا ما لم يتح لي مع الأسف الشديد، من جهة أخرى أخذ مني الجزء التنظيري من هذا العمل وقتا طويلا، لكن ذلك كان ضروريا ليشكل هذا الجزء أرضية صلبة للعمل التحليلي الذي أتمنى أن يكون مميزا.
ويؤكد أن عام 2011م لم يتميّز بمنجز خاص أثّر على الإبداع والمبدعين، ولا حتى تدشين حديقة جديدة يمكن أن تساهم في الرقي الثقافي، فالمشاريع العامة كانت أقل من المتوقع، وميزانية وزارة الثقافة أو ثقافة أمانة عمان، وهما الجهتان اللتان تشكلان ثقلا ثقافيا عاما، قد تم تقليصها إلى الحدّ الأدنى. وقد تراجع دور الثقافة بشكل عام إلى الصفوف الخلفية في عام الثورات وبدء انهيار الأسس التي قام عليها النظام العربي طوال عقود.
ويرى بأن أكثر ما نحتاج إليه في الأردن هو تسويق إبداعنا ومبدعينا عربيا وحتى عالميا، ولا يصلح للقيام بهذا الأمر إلا مؤسسة وطنية تنظر إلى الإبداع كثروة وطنية لا تقل في أهميتها عن ثروات الوطن الأخرى. وكيف يمكن إنشاء هكذا مؤسسة دون التفات صاحب القرار الرسمي إلى أهمية الإبداع في جلاء صورة الوطن، والنظر إلى المبدع كثروة لا كعبء ثقيل.
أبو الشيح: صناعة الوعي وصناعة التغيير
ومن جهته يرى الشاعر عبد الكريم أبو الشيح أن هناك دائماً حلما إبداعيا لم ينجز، فالحلم الإبداعي مشروعٌ إذا أنجز مات صاحبه، أما إن قصدت فكرة/مشروع على التعيين ..فنعم هناك فكرة أحاول تنفيذها منذ زمن ولكن ضيق الوقت أو عدم وجوده وهو المعيق الرئيس يؤجل تنفيذها كما أريدها، خصوصاً أنها تحتاج للإعداد المسبق على الصعيدين المعرفي والنفسي ..وحينما تنفذ الوقت وأنت أدرى بذلكـ بالسعي في التحصيل وكسب قوت عيالك، يكون ذلك على حساب إبداعك ...نعم إبداعك..، هناك معيقات أخرى كثيرة، ولكن يمكن الحد من أثرها والسيطرة عليها، أما المعيق الأول فلا...
وفي حدود علمه يؤكد أنه لا يوجد منجز حقيقي مُمؤسس تم إنجازه في عام 2011، إذا استثنينا من ذلك الاستمرار في مشاريع ثقافية أنجزت قبل ذلك كالمدن الثقافية، ومخيمات الإبداع ...، وإن كان أثر هذه المشاريع محدوداً ولم يُفعّل ليصنع حراكاً يكون له أثر في تكوين الوعي لدى المتلقي، ويمكن أيضاً أن نستثني ما قامت به مديرية ثقافة إربد من إعادة قراءة بعض الأعمال الإبداعية والفكرية، عبر ندوات أسبوعية، يدرس خلالها عمل في كل ندوة، فهذا الفعل وإن لم تجاوز أثره بما يمكننا من وصفه بحالة ثقافية، إلا أنها بادرة تحسب للقائمين عليها.
وحول المشروع الذي يمكن أن يصنع حراكا ثقافيا يرى بأن ذلك يتطلب جهودا مخلصة ومؤمنة بأن الإبداع قادر على صناعة الوعي وعلى صناعة التغيير والارتقاء بالمجتمع إلى ما هو أفضل..، إلى ذلك يتطلب تضافر الجهود في كافة قطاعات المجتمع، أنت تعلم كان هناك مشروع عملنا عليه ثمانية عشر عاماً بجهود فردية ومع ذلك أحبط في النهاية، هو مهرجان الرمثا للشعر العربي،وهو حالة خاصة ..لقد كان مهرجاناً وطنياً بامتياز، لم يترك محافظة في المملكة إلا أقام فيها أمسية أو أكثر،..ولكنه أحبط ..كما حدث لمهرجان جرش ..لا أدري ..أنا مؤمن أن هناك مخلصين للعمل الثقافي ..ولكنهم بحاجة للمؤازرة ..وهم سينجزون مشاريع تكون منارات تتهاطل إبداعاً.
الشقيري: جيل الشباب وغياب المؤسسة الرسمية الثقافية
يقول القاص عمار الشقيري على تخوم العام الجديد الآن لا شيء يثير حفيظتي بشأن الرؤى والآمال, كل ما أردته كان , لم يكن بالشكل المطلوب لكنه أتى خفيفاً ومن طريقٍ التفافي, ويضيف في البداية – بداية العام 2011 وبالضبط في أول يومٍ منه وضعت القلم بعيد انتهائي من مجموعتي الأولى, وبدأت بالمجموعة الثانية اجري بها كما أراد الخيال لي, مضت ثلاثة أشهر وتقدمت لجائزة دبي الثقافية, وعقدت آمالاً كثيرة على الحصول ولو على مرتبة من مراتبها الخمسة, قلت لنفسي: أتيت في مجموعتي الأولى على ما لم يأتِ به الكثير, بعد محاورات كثيرة وعميقة, وبعد طباعتها أدركت أن هناك ثمة علاقة ولَهٍ وإعجاب بالعمل الأول زائدة ولا مبرر لها, اطلعت أكثر وأيقنت أنها لا تستحق أن تفوز فرضيت ورحت أتابع الجري أسرع في المجموعة الثانية,
ودخلت في منتصف العام تجربة جديدة في المشاركة في ملتقى القصة العربية الثالث المقام في عمان, دخلته خائفاً مثل طفل خرج لتوه من رحم لمدى أوسع, تضاءل الخوف وتعرفت على مجموعة من الكتاب والروائيين العرب ومنهم الروائي والمسرحي التونسي ( يوسف البحري ) أخذت منه وودعته ولم ألتقه ثانيةً. ويؤكد بأن لا معوقات تذكر, كل ما يحتاجه كما يرى وقت فراغ جيد ليقرأ ويكتب, وهذا ما وفرته له البطالة وعدم إيجاده فرصة عمل على حد تعبيره.
وحول المنجز الذي تم تحقيقه يقول برفقة مجموعة من الأصدقاء داخل مدينة إربد وبعد تنقل وذهاب وإياب استطعنا أن نؤسس ملتقى أدبي ( ملتقى شرفات الثقافي ) ننزل في ظهيرة كل يوم سبت مشنشلين بالأفكار وعدة أراء نقدية , نعرض النصوص على بعض وتبدأ المعركة, وما إن تنجلي الغبار نعود ونجلس معاً, بعد فترة ازداد عدد المرتادين الملتقى, وازدادت المعارك وغبارها, سيكون من الصعب الآن بعد مضيّ ستة أشهر أن نقيّم تجربة الملتقى, لكن ظاهرةً جديدة صارت تتجلى هذه الأيام ونحن على أعتاب السنة الجديدة, ألتف حولنا أصدقاء من عمان ومأدبا وعجلون وصارت الرؤى أوسع وأعمق في خلق حالةٍ أو ذائقةٍ نقدية على مستوى الأردن كاملاً, طبعاً أتت كل هذه المشاريع والقفزات بسبب غياب المؤسسة الرسمية الثقافية عن لعب دورها في حقل الشباب
لا شيء أيضاً أسودَ في هذه التظاهرات الثقافية للآن, معنا أقلامنا وقراءاتنا وبعض من نعناع إربد نضيفه للشاي الساخن في برد هذا المشهد والشتاء.
ويُحسب لوزارة الثقافة كما يرى الشقيري مشروع مكتبة الأسرة مع بعض الملاحظات عليه إلا أنه يشكل إلتماعة برقٍ في ليل العابرين أعمارهم ناحية الشباب ومن ثم الكهولة، فيما يلفت في قراءته للمنجز الذي يمكن أن يضخ دماء جديدة إلى
مجلة أقلام جديدة التي غابت طويلاً وهي بالمناسبة أول منبرٍ مخصص بالكامل للشباب في الأردن على ما أعتقد, نتمنى عودتها لأن أجيالاً قادمة حتماً ما زالت ترى وتكتب بشكل مغاير لما تم تداوله من زمنٍ.
ويرى بأن ثمة وردا أكثر نضرةً وجمالاً الآن يحمله جيل الشباب, لهذا يقول لا تسقطوا من أكفهم كل هذه الباقات, ثقوا بنا كجيل قادم, له رؤيته الخاصة والجديدة.
مبدعون يعاينون الحلم والمنجز في الفعل الثقافي لعام
http://www.blogger.com/post-create.g?blogID=72942733881773787422011

قصيدة المقاومة العربية ...تراجع عن الواقع وتمركز حول الذات/الدستور الأردنية

قصيدة المقاومة العربية .. تراجع عن الواقع وتمركز حول الذات

عمان - الدستور - عمر أبوالهيجاء

كان لقصيدة المقاومة دور فاعل ومحرّض ضد الظلم والاستبداد والاحتلال، خلال الربع الثالث من القرن الماضي،، حيث برزت أسماء شعراء عرب كثر في المجال، وقد شاع اصطلاح «شعراء المقاومة الفلسطينية»، و»شعراء المقاومة اللبنانية»، إلا أنه، وفي الوقت الراهن، أخذ دور قصيدة المقاومة بالخفوت والتراجع، على الرغم مما يشهده العالم العربي من حراك وثورات شعبية، وهذا التراجع ليس فقط على صعيد القصيدة وإنما شمل فنون الإبداع الأخرى كافة. «الدستور» توجهت إلى بعض المثقفين والأدباء، وسألتهم حول تراجع العمل الإبداعي المقاوم، بخاصة قصيدة المقاومة، في الوقت الراهن، فكانت هذه الرؤى..



د. محمد عبد الله القواسمة:

لا شك أن الأدب والشعر بخاصة يقوم بدور مهم في بث الحماسة في نفوس الناس، ودفعهم إلى التصدي للظلم ومقاومة الطغاة والمستعمرين، فالشاعر له أهميته في تعريف بني وطنه بواقعهم، وتنبيههم إلى المخاطر التي تحيط بهم، وبيان المصائب التي يمكن أن يقعوا فيها. وبرز من هؤلاء الشعراء عمر أبو ريشة ومن بعده أمل دنقل وشعراء المقاومة في منتصف القرن الماضي ونزار قباني في شعره السياسي ومظفر النواب أما الآن فقد تأخر الأدب عن غيره من الفنون كفن المسرح والسينما في القيام بدوره في بث روح المقاومة والنضال في نفوس الناس، ولعّل الأمر يعود في رأيي إلى تمركز الأديب حول ذاته وإحساسه بانعزاله عن المجتمع وما يدور فيه، وتوجهه إلى الحصول على مكاسب خارجية فغدا لدى كثير من الأدباء طموح في الحصول على الجوائز الأجنبية التي لا تعطى إلّا لمن يتماشى مع قيم الغرب وسلوكه. يضاف إلى ذلك إحساس كثيرين منهم بعدم الجدوى من الكتابة عما يجري في الواقع فاستكانوا إلى التاريخ لبعث أمجاد الأجداد والاحتماء بذلك.. وأقصى ما ذهب إليه الأدباء في رفض الواقع هو تصوير ما يجري من دون الدعوة إلى ضرورة التغيير فقام أدبهم بوظيفة التنفيس لدى الناس. هكذا لم يكن الأديب فاعلاً هذه الأيام وفقد مصداقيته وتحول عن قراءته الناس، واكتفى بدور المتلقي لما يجري وكأنه مع «الجحجلول» الشاعر الذي اخترعه صاحب رسالة الغفران في قوله: «صلحت حالتي إلى الخلف/ حتى صرت أمشي للورا زقفونا».



غازي الذيبة:

قصيدة المقاومة العربية لم تتراجع، ولكن الوسائط التي تنقل هذه القصيدة هي التي تغيّب حضور قصيدة المقاومة، وعلى العكس تماما فإن توهج اللحظة العربية بالحرية والمقاومة تقدم لنا اليوم نماذج ومشاريع شعرية عظيمة تجاه شعر المقاومة، ويمكن لمن يريد رفض هذا الفضاء الحر أن يخرج بنتائج مذهلة لما ينتج من هذا الشعر المقاوم الذي بدأ يتحلل من مواصفات قصيدة المقاومة البدائية وينتج قصيدة مقاومة تنساب مع اللحظة وتنعتق فيها.

عبد الكريم أبو الشيح:

إن المتابع للمشهد الشعري العربي يلحظ هذا الغياب لقصيدة المقاومة في ظل ما تشهده الساحة العربية من ثورات، وبرأيي فإن مردّ هذا الغياب ابتداء وبالمجمل يرجع لعنصر المفاجأة التي صنعها الحراك الشبابي، وتتابعه في أكثر من بلد عربي، الأمر الذي جعل المبدع/ الشاعر بغض البصر عن موقفه من هذا الحدث يقف مندهشاً ذاهلاً إزاء ما يحدث، ومنتظراً لما ستسفر عنه من نتائج...

ثمّ إنّ هناك أسبابا كثيرة لهذا الغياب يمكن إجمالها بحسب شرائح الشعراء إلى فئات ثلاث، فئةٍ تقتات على بقاء هذه الأنظمة وبالتالي فهي مناهضة لأي فكرة تحررية لأنها ستكون في غير مصلحتهم، وفئةٍ هي ثورية في فكرها وإبداعها وهي من دعاة التغيير والتحرر، وهي الفئة التي ينتظر الناس/ المتلقي منها أن تتابع الحدث إبداعياً،وهذه الفئة ربما وبرايي ترى في ما يجري حدثاً تفوق على الكلمة، وفوق كل مجازات اللغة، وهذه الفئة ستعيد كتابة ما حدث وتؤصّل له بعد أن تخمر التجربة وتستوعَب. أما الفئة الثالثة فهي فئة بينية قلقة تخاف التغيير وتحذر من فكرة المؤامرة، وفي ذات الوقت تتمناه وتدرك أنه الحل الوحيد لأزمة الراهن العربي.

ختاماً فإن قصيدة المقاومة حينما كانت موجهة ضد النازيّ الصهيوني كان كل المبدعين بالمجمل متفقين على عدائه ،أما في حالتنا الراهنة فالمواقف والرؤى مختلفة متباينة مما يجعل الجميع في حالة من الترقب والانتظار.
التاريخ : 02-01-
http://www.addustour.com/ViewTopic.aspx?ac=%5CArtsAndCulture%5C2012%5C01%5CArtsAndCulture_issue1537_day02_id380750.htm

الجمعة، 13 يناير 2012

لذيذ هواكْ/عبد الكريم أبو الشيح



لذيذ هواكْ

كسرّ أسرّت به مقلتاكْ

كبوح الخزامى

إذا ما تندّى صباحا ببوح نداكْ

لذيذ

كما لا سواكْ

كمرطِ يشفّ

يشي لي بما في حماكْ ؛

ظباءٍِ.........

أواري يُطوّفنَ بالخمر عِيناً

ويرقصنَ حيناً

على نغمة من هديل الحمام الذي في رباكْ



لذيذٌ

كقرط  يهسُّ

يُسرُّ النّجاء مساءً

ويدعو دمي للصلاةْ

على رفرفٍ من ضياكْ

دمي في رضاكْ

دمي قد أتاكْ

كما قد أمرتَ ............

توضّا بماء القوافي

وأسرج صبحاً ..

لكيما يوافي إليك بنذرٍ.....

بنجمٍ تشذّى على راحتيه ضياءً

وفاض ابتهلا إلى منتهاكْ

هناكْ

على عتبة الحلم ألقى ...

خواتيمــهُ وارتضـــــاكْ

نديما

تُساقيه طورا نبيذا

وطورا....

تحــاســيـه عذباً لمـاكْ

فمن ذا حماكْ

ـ بحقّ الذي قد براكْ

وجدّد فيك الجمال البهيّ

لتبقى الغوايةَ أنتَ ........وأبقى الغويُّ ،

ومن ذا نهاكْ

بأن لا تنيل لصبّ

تشهّى نبيذ الشفاهِ

جــنى مُشـتهـاكْ

في البدء كنتُ... وها أنا/الشاعر عبد الكريم أبو الشيح


في البدء كنتُ... وها أنا

 



سرْ كيفَ شئتَ فحيثما

وجَّهتَ وجهك لن ترى

أبدا سوى

فوضى تحطُّ رحالها في مقلتيكْ ،

وترى يديكَ

بلا قوادمَ أو خوافيَ تنحني

قلقاً عليكْ .



ـ أهما يداكْ ،

أم هل هما

عصوانِ ماتتْ فيهما

لُمَعُ الحياةْ؟؟

فكأنْ هما

عصوانِ لم يتعودا

أنْ يقطفا

من شجرة الريح الندى

والهسهساتْ

كي ينسجا

للعاشقينَ عباءةً،

وطريزة ً من أغنياتْ ؟؟!!



أهما يداكْ ؟؟

أهما ......؟

ـ نعمْ ،

وترَين مشدودين كانا كلّما

هزّا إليَّ بشجرةِ الريح ِ انثنتْ

وتطامنتْ

وتسّاقطتْ

رُطباً من الرؤيا

وقافية ً تفيض على الأصابع حبرَها

لتؤثّثَ الصحراءَ بالكلماتْ .

إذ إنّهُ،

يا صاحبي،

في البدءِ كانت كِلمََة ٌ ،

ضربتْ على شفة الرمال خيامها

فسرتْ لها

كلّ النوارس ترتقي شريانها

فيضاً من القبلاتْ.



في البدءِ كانتْ كِلْمَة ٌ ،

حَبلتْ على حبٍّ

فجئتُ ، كما اشتهتني ، نَصًّها

ولسانَها،

لما استوى

قمراً يفرّدُ بابها

ألقى على شَجَرِ الكلام ِ ظلالَهُ،

وظلالها

بحرا من الولهِ المسافر في فضاءِ الوشوشاتْ.



في البدءِ كنتُ

ولم أكنْ ـ يا صاحبي ـ أحداً سوايْ،

وجهي على المرآةِ وجهي،

ويدايَ حين تُخالِسان ِ الغيمَ

فتنتَهُ.. يدايْ.

كنتُ المدى،

كنتُ المحاورَ والجهاتْ .



في البدء كنتُ...

وها أنا

في عتمةٍ رَخَويةٍ

فوقَ الرمال بلا ملامحَ أهتدي

منها، إذا ما ضعتُ في دربٍ، إليّْ،

وبلا يديّ.

وحدي بلا جهةٍ

بلا ظلٍّ

ولا شرق ٍ يقطّرُ شمسَهُ في راحتيّْ،

وجميعُ أسمائي التي سُمِّيتُها

خلعتْ دمي

ذرَفتْ رفاتَ الحلم من قارورةِ الجسدِ المُشظّى

وتلَتْ برآتها عليّ.



في البدء كنتُ

وها أنا

وحدي بلا ...

ـ هوِّن عليكْ،

يا صاحبي،هوّنْ عليكْ

قلْ لي بربِّكَ ما لديكْ؟؟

فخطوطُ طولِكَ تمَّحي

وتغيضُ في جسدِ المرايا كلما

مرّتْ بكَ امرأةٌ على مِنديلها

خطّتْ جمارَ دموعها

شوقاً إليكْ.

وخطوط عرضكَ تستطيلُ

وتستديرُ

وتارة ً تتربَّعُ..

في رحْم خارطةٍ تعرّتْ

فهيَ قفرٌ بلقعُ

قفرٌ وأنّى سرتَ فيه فلن ترى

أبدا سوى

فوضى تعشّش في خلايا الظلِّ

تبذرُ بيضها

في خافقيكْ.

هوّنْ عليكْ

ها أنتَ وحدكَ فوقَ خارطة الورقْ

جسداً تشظى واحترقْ ،

فلتركبنْ

طبقاً على

طبق ٍ كأنَّ الريحَ تحتكَ في فضاءٍ من قلقْ،

صُعُداَ إلى...

لا شيء يبعثُ من رمادكَ ما احترقْ .

هوّنْ عليّ ْ،

فأنا كأنتْ

بين المحاور نقطة ٌ

قصّتْ ضفائرَ حلمها

وتفصّدتْ ندماً عليّ ْ

أسفاً عليكْ

وأنا أخيّ ْ

ورقٌ على ورق ٍ كأنّ الريحَ تذروني إليكْ.



هوِّنْ عليكْ،

يا صاحبي،

هوِّنْ عليّْ