إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الخميس، 12 فبراير 2015

الغريب عبد الكريم أبو الشيح /الأردن

الغريب
          عبد الكريم أبو الشيح /الأردن
الحياة هنا مُرجأةْ
الشوارعُ خاليةٌ.... والبيوت نوافذها مُطفأةْ 
والغريب يفتشُ عن حانةٍ
كي يلوذَ بها
من صقيع بلادٍ على خوفها مُكفأةْ،
الغريب يفتّشُ  عن حانةٍ
مقعدٍ شاغرٍ
في فضاءٍ يُطلُّ على امرأةٍ عابرةْ...
الغريبُ يمرّرُ أحلامهُ
باتجاه فوانيسَ كانت تنوسُ له من بعيدٍ
ويرسم في ضوئها إمرأةْ
يستعيدُ بقاياهُ فيها ..
ويودعُ في صدرها مرفأهْ.
الحياة هنا مُرجأةْ
كابتسامةِ طفلٍ تشرّدَ فوق العيون التمرُّسراعاً على ظلِّه
بانتظار يدٍ حانيةْ
يمدُّ يديه إلى.....
ربما إنه قد أشار إلى ....
لا أحدْ
ليس إلا ظلالاً تمرُّ  تمدُّ ظلالاً على ظلّهِ ال...
هل يشيرُ إلى....
فطرةُ الطفلِ تبصرُ ما لا نرى .....عمرَهُ الضيّعهْ.
الحياةُ هنا مرجأة
والغريبُ يلمُّ خطاهُ عن الأرصفةْ
يقتفي إثرها
خطوةً
خطوةً
ثمَّ يودعها
في شروخ المرايا لعلّ الصبايا سيقرأنها
ذات أنسٍ ويرسمنْهُ
موطناً للحكايا
أو عساهُ سيولمها للعذارى إذا ما اتين ليرتقنَ أيامَهُ البالياتِ
ويدفئنهُ في ليالي الشتاءْ.
الحياةُ هنا مرجأة
الشوارع خاليةٌ ..
والغريبُ يجوبُ النوافذَ يُلقي إليها ببعض الحننين ولا مَنْ يُجيبْ
غيرُ بعض الوجيبْ
يرتدي وجهَ الفراغْ

ويذوبْ.