إربد - أحمد الخطيب - انطلقت مساء أول أمس فعاليات مهرجان الشعر العربي، الذي نظمه الملتقى الثقافي الأردني، بمشاركة نخبة من الشعراء الأردنيين والعرب، وتوزعت أمسياته التي تستمر حتى مساء يوم الخميس المقبل في محافظات إربد والزرقاء وعجلون.
كرست الفعاليات التي تقام بالتعاون مع فروع رابطة الكتاب الأردنيين وبيت عرار الثقافي، نهج التشاركية في إدارة الفعل الثقافي، لإتاحة الفرصة أمام الجمهور الأردني للاطلاع على فضاء الشعر في الأردن والعالم العربي.
رعى الافتتاح الذي أقيم في ساحة أكاديمية غازي النموذجية، رئيس جامعة العلوم والتكنولوجيا، د. عبد الله الملكاوي، والقى رئيس الملتقى الثقافي الأردني محمود الزعبي كلمة قال فيها: «إن اللغة هي هوية الأمة والحاملة لإرثها والحافظة لمستقبلها، لذلك جاء هذا المهرجان الذي يحتفي باللغة من خلال الشعر ديوان العرب، مضيفا أننا نحقق في رحاب الشعر ما لم يتحقق على صعيد السياسة والسياسيين، نحقق الوحدة، الوحدة التي اختزلتها الكلمة فكانت لها الروح».
الشاعر محمد مقدادي كان أول فرسان اليوم الأول الذي أدار فعالياته الناطق الإعلامي للمهرجان الشاعر عبد الكريم أبو الشيح، واستهل مقدادي قراءاته بمقطع شعري تلاه بقصيدة البيعة، ثم قصيدة « لو كنت حاكما لهذه الجزيرة» التي مارس فيها فعالية التصدي للدكتاتوريات بلغة رشيقة وتحمل في الوقت نفسه صوراً كاريكاتورية، ومنها نأخذ: « لو كنت حاكما لهذه الجزيرة الصغيرة، لقلت للجنود عودوا إلى بيوتكم، وعانقوا نساءكم، وهيئوا للشمس وردكم، وللندى فراشكم، وللغيوم والنجوم ريحكم».
تلاه الشاعر التونسي منير الوسلاتي، فقرأ باقة من نصوص ديوانه « خيّال الكلمة»، من مثل « أوجاع الخيّال»، لنعاين معه صورة الجد الذي يمثل صوت الحكمة وصوت الأرض في قصيدته « جدي في مواجهة الريح»، التي نأخذ منها:» جدي في تفاصيل دمي يركض داخلي، ومعي إلى أبعد نقطة من الضوء، الضوء مركبة والفرس الحمراء، من ذا يسابق جدي إلى أبعد نقطة من الضوء».
وقرأت الشاعرة الفلسطينية دعاء البياتنه، جملة من قصائدها التي أشرعتها لمرور العاشق ومنطقه، وللدوار، ولمعبر القدس، ومن قصيدة منطق العاشق»، نأخذ الأبيات التالية:»
«يا روعة الشعر الذي لا ينتهي، مدّي النبيذ من الضفائر واسكبي، ترنيمة تزهو بصيف مشتهى، فيها يزهر كأس لحن ينتشي، يا لهفتي، يا حلوتي، يا من تصافحك الصقور برفقها، ردي التحية مثلها أو ضعفها، وارمي بدلّك في ثنايا خافقي».
وقرأ الشاعر موسى حوامدة، قصائد عاين فيها حركة الذات التي تستقرىء الأمكنة، وتثير حولها أسئلة إنسانية حارقة، ليقف في مستهل قراءاته على « لو أني ولدت في بغداد» و»غريبة عني حلب»، بكل ما حملت هاتان القصيدتان من تفاصيل، لتأتي قصيدة «لن ينتهي اسم فلسطين» شاهدة على الأثر الذي تعاينه الذات، ومنها نأخذ:» لم ينته الكلام لأجدل حبائل الصمت، وأمشط شعر اليقين، لم ينته الوقت لأكسر ساعة الزمن، أرمي بها في سلة الفراغ، لم ينته العمر، لأضع رأسي عند مقبرة القنوط، وأربط جسدي بوتد الهزيمة».
وكشفت الشاعرة السورية قمر صبري جاسم، صاحبة قصيدة» الرعب الرمادي»، عن سياقات كثيرة في قراءاتها، من مثل الاهتمام بالتفاصيل الدقيقة المصاحبة للفعل الإنساني، فبدأت بمقطع شعري سريع استنطقت فيه الحديقة والخزائن والخزف، ثم ببطاقتين إلى محمود درويش، الأولى التي يغتالها النقاد أحيانا، والثانية في الطريق إلى فلسطين»، لتنهي بقصيدة «الرعب الرمادي» ومنها نأخذ: «رعب رمادي، وما أدراك ما الرّعب الرمادي، حلم تغرغرت العيون بطيفه، عند انغلاق الجفن فوق شقيقه، في لحظة بين التفكر والسهاد، ذاك السراب إذا تعثرت القوافل، ذلك الشّفق المندّى بين خط الفقر، والأحلام والقلق المعادي، مطر الأرزّ على الأرامل والثكالى، حيث يتحد البياض مع السواد».
وختم صاحب ديوان «متحف النوم» الشاعر العراقي عبود الجابري أمسية الافتتاح، بقراءة باقة من القصائد ذات الطابع التأملي الذي يقف على أحزان العراق والنفي، كما عاين في تأملاته تلك السنوات التي تتقافز كالأرنب في ذاكرة صياد عجوز، ومن قصيدته «جغرافيا ناقصة»، قرأ: «ليس جهلا بالجهات، لكنها رداءة الجغرافيا، التي تنبت في مؤخرة الشمس، في الشمال برد حزين، في الجنوب امرأة تنعى، في الغرب رجل يستمع لامرأة تنعى في البرد الحزين، وفي الشرق بقية من الشمس».
ويستكمل المهرجان فعالياته بأمسية في فرع رابطة الكتاب في عجلون «مدينة الثقافة الأردنية 2013»، الساعة السادسة من مساء اليوم، يشارك فيها الشعراء: عمر أبو الهيجاء، مهدي نصير، قمر صبري جاسم، دعاء البياتنة، عبود الجابري، منير الوسلاتي، ويديرها الشاعر سلطان الزغول.
http://m.alrai.com/article/577509.html