إجمالي مرات مشاهدة الصفحة
الثلاثاء، 29 مايو 2012
6ــ الليل
عبد الكريم أبو الشيح
هذا الليل المشكاة ْ،
لحظة َتدخلُ حَدْبَتهُ
يَنسربُ الساكنُ في كرياتكَ
فوقَ شرايين المرآةْ،
تتفصّدُ روحُكَ عن أنواتٍ
كانتْ تتشرنقُ فيكَ نهاراً
تغزلُ كالقزِّ لكَ الكلماتْ
أردية ً
تتشرنقُ فيها
تخرجُ
للشارعِ مَرْضيّاً بعضَ الشيءِ
رَضِيّاً
وتُسالم كلَّ الطرقاتْ.
لحظة َ تدخلُ حَدْبَة َ هذا الليلْ
تتفتّحُ في مشكاةِ الروح ِ دروبُ الذاتْ،
تتفصَّدُ عن أنواتٍ
تنبتُ حولكَ أشباهاً،
ليسَتْ أشباهكَ بالمطلق ِ،
لكنْ....
لا تجهلهُ بالمطلق ِ،
فيها منكَ ومنهُ ومنْ
هذا الليل ِ صفاتْ.
هذي
أنواتٌ تتحلّقُ حولكَ
في خيمةِ هذا الليل ِ
تضيءُ بزيتكَ هذا الشرقيِّ
لَهاةَ المشكاةْ،
وتبصِرُهُ..
وحدَكَ مَنْ
يُبصِرُ في هذي اللحظةِ
أصداءَ المرآةْ،
وحدَكَ مَنْ
يدخلُ للبعدِ الثالثِ للأشياءِ
ويقرأ كلَّ تفاصيل ِ الأشكالْ
وحدكَ من ..
لكنْ هيهاتْ..
يتبدّى الآنَ الخيطُ الأبيضُ
فوقَ سوادِ
العينينِ عَميّا،
تتهجّى فوقَ مساحتهِ
معنى المأساةْ
إذْ تلبسُ جبةَ هذا الأبيض ِ
كي
تأخذ َ شكلَ الملهاةْ.
تنسلُّ الأنواتُ إليكَ مُخالـَسة ً ،
تهجعُ
فوقَ بياض ِ الكُرَيَاتْ.
تتبدّى الشمسُ
تصبُّ حميماً كالمُهْل ِ على عينيكَ،
فتخرجُ للشارع ِ عرياناً
مَرَضيِّاً بعضَ الشيءِ
قصيّا
تخلعُ
عن قدميكَ الطرقاتْ،
تركلها
وتدورُ حَفِيّا،
تسبحُ حُرّا ً
مأخوذا ً
بمداراتِ النور ِ اليغشاكَ صفيّا
في ملكوتْ الذاتْ.
5ــ رنين و .....
عبد الكريم أبو الشيح
يجوبُ براري الجسدْ
دوائرَ نار ٍ
تمدَّدُ
تنداحُ من قعرهِ
وتُصْلبُ في أفقهِ كالرصدْ.
رنينٌ
يحوِّمُ حولَ الفِراش ِ
ليوقظ َ وعلا ً غفا
يصبُّ حميمَ الغواية في قـَرنِهِِ
فإمّا غوى يتّقدْ.
يصيرُ رنينا ً
يفتّشُ عن واحةٍ دانية ْ
لِيلقي عصاهُ على خصرها
يفجِّرُ فيه عيونا ً فـُراتا ً
وفي مائها ينفجرْ ،
قبلما ينحسرْ،
ويرجعُ من حيث ما قد بدأ
إلى بؤرة الّلا أحدْ.
2ـ العشق :
محلولٌ من طين ِ المعشوق ِ
وماءِ العاشقْ،
إذْ يمتزجان ِ بكأس ِ الرغبةِ،
يرتعشان ِبحمأةِ جمرتها،
يلتبسان ِ فلا يُدرى
أهما جسدٌ
أم جسدان ِ احترقا
في شرفةِ عين ِ الباشقْ.
بأن تـُلغيَ هذا العَدَمَ الساكنَ سرّتـَهَا،
فتسافرُ
في جغرافيّةِ ذاتِ الآخرْ،
تبحثُ
عن طقس ِ غيابٍ
تخلعُ فيه الطينَ اليثقلُ كاهلهَا،
فإذا ما وجدتهُ انتثرتْ
طلعاً
ينبتُ في شريان ِ الآجَرْ .
على شبّاكِ القلبِ ،
وفاتحة ُ الروحْ.
والعاشقُ ـ مُذْ كانَ ـ المجروحْ
1ــ الجنون :
هوَ العقلُ إذ ْ يَلبسُ النورُ فيضَ الظلامْ
ويَسكنُ مؤقَ غزالتكَ النافرة ْ،
وإذ ْتخلعُ الذاكرة ْ
ملابسَها عنْ
فلزِّ النبوءةِ تحتَ ارتجافِ الكلامْ
وتبحرُ في سلسبيل ِ الضياءِ
إلى بُقعةٍ سافرةْ،
سلالمَ منْ دهشةِ البوح ِ
حتى قرارِ المَقامْ
على شرفةٍ شاغرةْ .
إلى قُبلةٍ عابرةْ.
هوَ العينُ إمّا
تسامتْ على نفسها والِهة ْ،
وإمّا
تخطّتْ تمَظهُرَ هذا الهديل ِ
على فيزِياءِ الحمامْ،
وراحتْ
تـُقرقرُ إيقاعَها مركزَ الدائرة ْ.
هوَ الكفُّ إمّا تُبيحُ الأصابعَ حقَّ
اجتياز ِ بياض ِالورقْ،
وتذويبِ صلصالها فوقهُ
حروفاً
تُنَرْجِسُ روحاً قَلِقْ.
تماهى بهذا الوجودِ
تساؤلَ غِرٍّ
نماهُ الغرامْ
إلى نقطةٍ في الضّيا سادرةْ،
فليسَ يَرى في الفضاءِ الرحيبِ
سِوى
وميض ِضياءٍ
ألا إنّها روحُهُ الشاعِرةْ.
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)