إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الخميس، 8 مارس 2012






صبّ لي وطناً

                          عبد الكريم أبو الشيح

صبَّ لي من لحظكَ الفتـّان واملا

من رحيق الشوق كأسي،

إنّ كأسي من سوى خمريك ملاّ؛

خمرةٍ من فيكَ يلقى

في حميّاها غريبُ الروح والأوطان أهلا

اسقنيها

سلسبيلاً

كلذيذ الشعر وادني

من شغاف القلب بعض اللحن رتـْلا

اسقنيها

مثل عين الصبح طهراً

إذ تكون الأرض للعينين كحلا

هذه الأرض التي

كم عشقناها ولكن

كلما مادت بنا الأشواقُ مادت

وتمادت

ترهق العشاقَ دلّا

وإذا ملنا إليها

نزرع الحبّ على أكتافها

بيدراً للصبر قد نجنيه في الأحلام وصلا

لدعيّ العشق مالتْ

وأنالتْ

كأسه الملأى مِراءً

من ندى الخدين طلّا

وأباحت

كلَّ ما فيها له

ليديه

ترجسان الحلم في أفيائها

فيصير الحلم في الأحداق نصلا

يَتُها الأرض التي

كم عشقناها لماذا

كلما بحنا بما فينا من الأشواق رحنا

من جفاءٍ فيك بالأشواق نَصلى

فارحمي أيتها الأرض فؤاداً

لو همى في سهل حورانَ يُرى

يتسامى في ذرى شيحان جذلا

واطرحي كلَّ مُراءٍ

قد نما في غرة الشيطان لؤماً

فأتى

من أخ الشيطان للشيطانِ

أوفى فهو لا

لا يَرى إلّاهُ في المرآة خِلِّا



يَتـُها الأرض التي كم

عاشقٍ فيك تماهى

ناسكأً قد ذاب وجداً

وعلى بُرديك صلّى

لو تصبين لنا

وطناً  يملأ روحي....

بات روحي

من جرادٍ يأكل الأوطان محلا

لو تصبينَ لنا

وطناً كالحلم ،إنّي

قد شربت الشهد في الأوطان خلّا

مأسسوا السحتَ وباعوا

حلم أطفالي وتاريخاً على

أعتابه التاريخ صلّى

فدعيني

يَتـُها الأرضُ أصوغ القهرَ

أعناباً وأمضي

أجدلُ الأحزان نخلا

وأرى المَيْلَ بمَن مال استواءً

وأرى الجَوْرَ بمن جار على

خبزةِ الزُّهاد عدلا

أو دعيني

لنديمٍ

يملأ الكأس ويُدني لي ربابي

علّها من زفراتها الحرّى تطفّي

زفرةً من حرّها

قد شربت اليومَ علّا

يا نديمي

صبّ لي من لحظك الفتّان واملا

وطناً  كالأم يحنو............

وطناً يجعل الأطفال أحلى


















ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق