إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الثلاثاء، 13 سبتمبر 2016

إلى أي وجهٍ تُيمِّمُ وجهكْ/ إلى أطفال سوريا ــــ عبد الكريم أو الشيح

إلى أي وجهٍ تُيمِّمُ وجهكْ

إلى أيّ وجهٍ من الأرضِ يمّمْتَ وجهَكْ
وكلُّ الوجوهِ تميلُ إذا ما مررتَ بها ذاتَ وجدٍ
إذا ما مررتَ بها ذات موتٍ
وما بين جنبيكَ تحملُ أحلامكَ الواهياتِ
تلفِّعها بالذي فاض من ياسمين الطفولةِ
فوق كفِّ الحياةْ
تميلُ الجوهُ
تخافُ إذا جئتَها نابضاً
أن ترى فيكَ نقصانها
فترعب أطفالَها صورةٌ قد طَفَتْ فوق شرخِ المرايا المواتْ.
إلى أيِّ وجهٍ من الأرضِ يمّمْتَ وجهكْ
وكلُّ الجهاتِ
معابرُ للموتِ باسم الطفولةِ
باسم الحقوق التشترى في المزادْ.
إلى أيِّ وجهٍ من الماء يمّمْتَ وجهكْ
وأنتَ تعانقُ هذي البحارَ بلا أيِّ زادْ
سوى حلمكَ الطفلِ
وقطرةِ ماءٍ من (الغُوْطةِ) التنتظرها على شاطئٍ
في محيط الخيالْ
وترسمُ فوقَ الرمال بلاداً
بها الغيمُ (شعرُ بناتٍ)
بلاداً
مراجيحها سلّمٌ للنجاةْ
وِمنْ ريحها بُحة النايِ حينَ يذوبُ الحنينُ
إلى طفلةٍ فوق مرجوحة العيد كانتْ تناديكَ: هيّا
فهيّا ..
فلمّا تزل طفلةٌ تنتظرْ
أنْ تجيءَ إليها بقطعةِ حلوى
تكونُ بطعم الوطنْ
فهيّا...
ولا تنتظر من سواكَ سلالاً معبأةً بالنجومِ
ولا طوقَ حُبٍّ مِنَ الياسمينِ
سوى ما تقلِّدُ عنقَكَ كفُّ الشآمْ
هي الأمُّ في حضنها
ينبتُ الدمعُ بيتاً
ويبعثُ من بين جدرانه الوقتُ
أهزوجةً حيّةُ فوق هذي الرُّفاةْ

                                      عبد الكريم أو الشيح
نشرت في ديوان :عيلان عبدالله كردي" (مجموعة من الشعراء) (مجلدان) إعداد: الأمانة العامة للمؤسسة البابطين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق