إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأربعاء، 12 يوليو 2017

فقه المرايا عبد الكريم أبو الشيح

فقه المرايا

كلُّ ما في الأمرِ أنّي
قدْ مللتُ الآن من فقهِ المرايا
فالمرايا
مؤنساتٌ خادعاتْ
تظهرُ الما فاض من صلصال هذي الروحِ
في عينيكَ لكنْ..لا تراكْ
والمرايا
وحشةُ الذاتِ عن الذاتِ
اجتثاثُ الآخر المنسيّ في قلب الكمانْ
حينما يأتيك طفلاً
يمتطي صهوة لحنٍ
ممعناً في الحزنِ يلهو في مداكْ
لمّ تزلْ مرجوحةٌ في عينِه تَخفَى وتبدو في رؤاكْ
والمرايا
غبطة الصمتِ وإغفاءُ الغيابِ المُرِّ
في عَتْمِ الزوايا
رجفةُ الرمشِ إذا ما
دقّ حلمٌ
بابَ هذا الليلِ
فانثالتْ على القلبِ الحنايا
خالياتٍ من سواكْ
والمرايا
حكمة الأنثى إذا ما نبّهتْ
نسمةٌ أغصانها
فاستفاقت
شهقةٌ مخبوءةٌ في الروضِ يُذكي
حرُّها أوصالَها
فاستحالتْ
وردةً مزروعةً في فُسحةِ الشبّاكْ
والمرايا
قصةُ الأضداد حين الضدُّ يُلغي ضده فينا
مراراً ثم يمضي
تاركاً منّا ومنه
في سلالِ الروحِ نبضاً
في شظايا
والمرايا......
قال لي :إني مللتُ من فقه المرايا
فاستعنتُ الصمتَ أنْ أبدو
بعين الأفق هذا الشاسعِ الأبديِّ
نفسي لا سوايا
فالمرايا
قال لي..
ثمّ أوما بالوداعْ
واستدارْ
ينزفُ الخطوَ إلى قلب المَدارْ
واتّركني
واقفاً نصفي إلى نصفي يذوبْ
واقفاً وحدي وأرنو.....
لي على بُعْدٍ ..
بُعْدِ مرآةٍ تشظّتْ
لم يعد غيري ومرآةٌ وصوتٌ:
أيّنا يا صاحبي الصورة إذْ نبدو ومَنْ
منّا الإطار
فكلانا
ظلُّ هذا في فضا هذا يجوبْ
وكلانا
 سادرُ في الانتظارْ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق