إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأربعاء، 2 مايو 2018

حكاية:( من ديوان مدارات التأويل)


حكاية:
تقولُ الحكايةُ:
إنَّ فتاةً
تربّتْ على كفِّ سنلةٍ في الحقولْ
تطوفُ
تلمُّ إليها العصافيرَ في  كلَّ صبحٍ
تلقّنها ما تيسّر من سيرة الماءِ
ترنيمةً ثم ترسلُها في الفصولْ
تُقطّرُ في أذن تمّوزَ اهزوجةَ العطرِ
عـلّ تموزَ يصحو
فيصحو على كفّهِ موسمٌ للغِناءِ
ونايٌ
يؤمُّ الغيومَ
قرابينَ للحقلِ مَهرَ الفتاةِ التربّتْ
على كفّ سنبلةٍ من حنينْ..

تقول الحكايةُ:
لكنّ تمّوزَ لما أفاقَ أضاع الطريقَ
وراحَ يهيم على وجهه في شعاب السنينْ
يغنّي
يُفيضُ على نايهِ  مُفرداً ما بهِ من أنينْ
لعلّ سماءً تضيءُ لعينيهِ درباً يقود إليهْ
لعلّ الحبيبةَ تكملُ غزل التبقّى
مِن الحلمِ قبل اكتهال الحنينْ ......
ويسمعُهُ بعضُ سيّارةٍ  في الطريقْ
فيومي إليهم :
لأيِّ الجهاتِ تسيرونْ ..
خذوني ...
فكل الجهات جهاتي
وكلّ الجهاتِ إليَّ ..
إليها تقودُ
تقودُ إلى أول الدائرة..
التأويل:
ستتعبُ قبل الوصول إليكَ..إليها  
 وعند الوصولِ
ستغمض في راحتيها عيونَكَ
تُلقي حمولةَ عمرٍ من الشوقِ... 
تُرخي الحبيبةُ فيك زهور الحنينْ

#مدارات التأويل #عبد الكريم أبو الشيح

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق