| |
عمان - الدستور - عمر أبوالهيجاء التاريخ : 02-01-كان لقصيدة المقاومة دور فاعل ومحرّض ضد الظلم والاستبداد والاحتلال، خلال الربع الثالث من القرن الماضي،، حيث برزت أسماء شعراء عرب كثر في المجال، وقد شاع اصطلاح «شعراء المقاومة الفلسطينية»، و»شعراء المقاومة اللبنانية»، إلا أنه، وفي الوقت الراهن، أخذ دور قصيدة المقاومة بالخفوت والتراجع، على الرغم مما يشهده العالم العربي من حراك وثورات شعبية، وهذا التراجع ليس فقط على صعيد القصيدة وإنما شمل فنون الإبداع الأخرى كافة. «الدستور» توجهت إلى بعض المثقفين والأدباء، وسألتهم حول تراجع العمل الإبداعي المقاوم، بخاصة قصيدة المقاومة، في الوقت الراهن، فكانت هذه الرؤى.. د. محمد عبد الله القواسمة: لا شك أن الأدب والشعر بخاصة يقوم بدور مهم في بث الحماسة في نفوس الناس، ودفعهم إلى التصدي للظلم ومقاومة الطغاة والمستعمرين، فالشاعر له أهميته في تعريف بني وطنه بواقعهم، وتنبيههم إلى المخاطر التي تحيط بهم، وبيان المصائب التي يمكن أن يقعوا فيها. وبرز من هؤلاء الشعراء عمر أبو ريشة ومن بعده أمل دنقل وشعراء المقاومة في منتصف القرن الماضي ونزار قباني في شعره السياسي ومظفر النواب أما الآن فقد تأخر الأدب عن غيره من الفنون كفن المسرح والسينما في القيام بدوره في بث روح المقاومة والنضال في نفوس الناس، ولعّل الأمر يعود في رأيي إلى تمركز الأديب حول ذاته وإحساسه بانعزاله عن المجتمع وما يدور فيه، وتوجهه إلى الحصول على مكاسب خارجية فغدا لدى كثير من الأدباء طموح في الحصول على الجوائز الأجنبية التي لا تعطى إلّا لمن يتماشى مع قيم الغرب وسلوكه. يضاف إلى ذلك إحساس كثيرين منهم بعدم الجدوى من الكتابة عما يجري في الواقع فاستكانوا إلى التاريخ لبعث أمجاد الأجداد والاحتماء بذلك.. وأقصى ما ذهب إليه الأدباء في رفض الواقع هو تصوير ما يجري من دون الدعوة إلى ضرورة التغيير فقام أدبهم بوظيفة التنفيس لدى الناس. هكذا لم يكن الأديب فاعلاً هذه الأيام وفقد مصداقيته وتحول عن قراءته الناس، واكتفى بدور المتلقي لما يجري وكأنه مع «الجحجلول» الشاعر الذي اخترعه صاحب رسالة الغفران في قوله: «صلحت حالتي إلى الخلف/ حتى صرت أمشي للورا زقفونا». غازي الذيبة: قصيدة المقاومة العربية لم تتراجع، ولكن الوسائط التي تنقل هذه القصيدة هي التي تغيّب حضور قصيدة المقاومة، وعلى العكس تماما فإن توهج اللحظة العربية بالحرية والمقاومة تقدم لنا اليوم نماذج ومشاريع شعرية عظيمة تجاه شعر المقاومة، ويمكن لمن يريد رفض هذا الفضاء الحر أن يخرج بنتائج مذهلة لما ينتج من هذا الشعر المقاوم الذي بدأ يتحلل من مواصفات قصيدة المقاومة البدائية وينتج قصيدة مقاومة تنساب مع اللحظة وتنعتق فيها. عبد الكريم أبو الشيح: إن المتابع للمشهد الشعري العربي يلحظ هذا الغياب لقصيدة المقاومة في ظل ما تشهده الساحة العربية من ثورات، وبرأيي فإن مردّ هذا الغياب ابتداء وبالمجمل يرجع لعنصر المفاجأة التي صنعها الحراك الشبابي، وتتابعه في أكثر من بلد عربي، الأمر الذي جعل المبدع/ الشاعر بغض البصر عن موقفه من هذا الحدث يقف مندهشاً ذاهلاً إزاء ما يحدث، ومنتظراً لما ستسفر عنه من نتائج... ثمّ إنّ هناك أسبابا كثيرة لهذا الغياب يمكن إجمالها بحسب شرائح الشعراء إلى فئات ثلاث، فئةٍ تقتات على بقاء هذه الأنظمة وبالتالي فهي مناهضة لأي فكرة تحررية لأنها ستكون في غير مصلحتهم، وفئةٍ هي ثورية في فكرها وإبداعها وهي من دعاة التغيير والتحرر، وهي الفئة التي ينتظر الناس/ المتلقي منها أن تتابع الحدث إبداعياً،وهذه الفئة ربما وبرايي ترى في ما يجري حدثاً تفوق على الكلمة، وفوق كل مجازات اللغة، وهذه الفئة ستعيد كتابة ما حدث وتؤصّل له بعد أن تخمر التجربة وتستوعَب. أما الفئة الثالثة فهي فئة بينية قلقة تخاف التغيير وتحذر من فكرة المؤامرة، وفي ذات الوقت تتمناه وتدرك أنه الحل الوحيد لأزمة الراهن العربي. ختاماً فإن قصيدة المقاومة حينما كانت موجهة ضد النازيّ الصهيوني كان كل المبدعين بالمجمل متفقين على عدائه ،أما في حالتنا الراهنة فالمواقف والرؤى مختلفة متباينة مما يجعل الجميع في حالة من الترقب والانتظار. http://www.addustour.com/ViewTopic.aspx?ac=%5CArtsAndCulture%5C2012%5C01%5CArtsAndCulture_issue1537_day02_id380750.htm |
إجمالي مرات مشاهدة الصفحة
الأحد، 22 يناير 2012
قصيدة المقاومة العربية ...تراجع عن الواقع وتمركز حول الذات/الدستور الأردنية
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق