انطلاق مهرجان الشعر العربي في الرمثا | ![]() | ![]() | ![]() |
![]()
واشتمل حفل الافتتاح، الذي أداره الشاعر عبد الكريم أبو الشيح، على كلمة ترحيبية لرئيس الملتقى محمود الزعبي، أكد فيها عروبة الأمة التي "ستظل الرابطة الجامعة لهوية الأمة مهما تعرضت لهجمات ومهما كاد لها الأعداء"، مؤكدا أهمية اللغة "لأنها الحافظ لإرثها وثقافتها"، ومشيرا إلى أن المهرجان جاء ليحتفي باللغة ويحافظ عليها، وفي الشعر كما قال "تحقق وحدة الأمة في جميع مناحي الحياة".
القراءة الأولى استهلها الشاعر محمد مقدادي، فقرأ قصيدة "البيعة"، و"لو كنت حاكما لهذه الجزيرة الصغيرة"، التي عاينت حال الأمة العربية، وقد طغت على القصيدة مسحة من المنبرية.
الشاعر التونسي منير الوسلاتي قرأ مجموعة من قصائده، منها: "جدي في مواجهة الريح" و"أوجاع الخيّال"، وارتكزت على التفاصيل الحياتية وارهاصاتها، بلغة شفافة منحازة إلى البساطة في التعبير عن الحالة المعاشة. ومن أجواء القصيدة:
"للأصدقاء أهدي النبض/ وزيتونا من مشكاة العيون/ وأفرش لهم بسط السندس/ وأقلدهم من جماني المنثور/ وأسكب لهم من محارق الخيّال/ سلافة الروح/ ورحيق البدع/ وأهيم وحدي/ بين شقوق يدي/ أزرع السنابل لأحبتي".
إلى ذلك قرأت الشاعرة دعاء البياتنة، من فلسطين، مجموعة القصائد استهلتها بنص باللهجة المحكية تغنت بالأردن، وقصائد أخرى مثل "منطق عاشق" التي عاينت فيها معنى الشعر والحب والحياة، بلغة مباشرة وتقريرية، واستحضرت في قصيدة ثانية بعنوان "معبر القدس" مكانة القدس وأهميتها التاريخية الدينية.
الشاعر موسى حوامدة قرأ ثلاث قصائد هي: "لو أني ولدت في العراق"، "غريبة عنّي حلب" و"لم ينته الكلام". وقد أعاد المستمعين، بقصائده محكمة البناء واللغة العالية، إلى توجعات العراق، وأدخلهم في عبق التاريخ وتفاصيله، وكما استحضر أمكنة سورية. في قصيدته "لو أني ولدت في العراق"، يقول:
"لو أني وُلدت في العراق/ لزرعت نخلة في الكرخ/ وحفرت ساقية قرب النهر/ لو أني ولدت في العراق/ لرفعت جثة الحسين فوق الغيم/ وصوبت تاريخ الألم".
من جهتها قرأت الشاعرة السورية قمر صبري جاسم قصيدة "رعب رمادي"، استحضرت فيها عذابات الشعب السوري وما آلت إليه الأوضاع في بلدها، بلغة جيّاشة وموجعة، تقول فيها:
"جاء الصباح/ وما أزال أظنني قد نمت بعد العصر/ ولم أجد الصباح/ ولم أجد أيضا.. بلادي/ رعب رمادي/ وكم تخشى البنفسج من تعودنا/ تأقلمنا../ وحتى من تمردنا/ على الرعب الرمادي".
واختتم القراءات الشاعر العراقي عبود الجابري، وقدم: "ليس جهلا بالجهات" و"كما لو أنها قصيدة حب" هي تحمل في ثناياها وجع الحياة وطقوس الأنثى، بلغة موحية ومعبر عما يختلج في القلب. في قصيدته "ليس جهلا بالجهات"، يقول:
"ليس جهلا بالجهات/ لكنها رداءة الجغرافيا/ التي تنبت في مؤخرة الشمس/ في الشمال برد حزين/ في الجنوب امرأة تنعى/ في الغرب رجل يستمع لامرأة تنعى في البرد الحزين/ وفي الشرق بقية من الشمس".
(عمر أبو الهيجاء، "الدستور")
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق