الشـــاهــدة
قاب
قوسين من ظلِّهِ
أَوْقفَ
الحُلْمَ في لحْظةٍ
راعِفةْ
استدارَ
يَجوسُ بكلِّ الجهاتِ
عساه
يَرى نبتةً
قَطرةً
مِنْ مِياه الفُراتِ
ترفُّ
اخضراراً على
كفِّه اليابسةْ
آهِ
يا كفَّه اليابسةْ
إنّهُ
لا يَرى
فوقَ صَحرائهِ
ما
يَشِي بالمطرْ
أَو
يَشي
أنّ
في جَوْفِها
نَبعةً من عَسَلْ
إنّه
لا يَرَى
غيرَ
خَفْقِ السَّرابِ يُسرُّ لهُ
إنَّما
أمرُه
مُنذِرٌ بالخَطرْ .
إنّهُ
لا يَرَى
فوقَ
صحرائهِ
غيرَ
أنَّ السَّماءَ تَغيمُ بِما لا يَشاءُ
فأَيقنَ
أنَّ
السَّماءَ تَغيمُ بما لا يشاءُ
وأيقنَ
أنَّها العاصِفَةْ.....
استدارَ
يجوسُ
بكلِّ الجهاتِ
عساهُ
يَرى
مَلجَأً
جُحْر
ضَبٍّ
يَقيهِ الهَوانَ إذا كانت الواقِعَةْ .
يا
لَهَوْلَ الذي قدْ رآهُ بهذي الفلاةِ،
بكلِّ الجهاتِ
ضِبابٌ تُسافرُ نَحوَ الذي
لا تَراهُ
وتَزعُمُ
أنَّ الذي
لا تَراهُ
تَراهُ
وتَزعمُ أنّ الذي
في السَّماء نبيذٌ تَضِِبُّ بهِ غَيْمَةٌ
عاشِقَةْ ،
عندها
قالَ
:
إنّ
الرحيلَ سيُجديهِ نَفْعاً إذا كانَ للبارِحَةْ .
غالبَ
الشوقَ في نفسهِ
إذْ
أعَدْنَ لظاهُ إليهِ المَها
حيثُ
أَسْلمْنَ مِنهُ الفؤادَ
لِشكِّ
الرِّماحِ
عيونٌ
قواتلُ فيما مَضى
فوقَ
جسْرٍ عليهِ اتَّكى
عندَ
بابِ الرَّصَافَةِ
ثُمَّ
بَكى ،
قالَ
:
إنَّ الرَّحيلَ
سيُجديهِ
نفعاً إذا كان للبارحةْ
استدار
يفتِّشُ عنْ نَخلَةٍ
شــــــــــــــــــــــاردةْ
كي
يَزمَّ عليها الرِّكابَ
لأمسِ
الذي فيهِ مَنجاتُهُ
منْ
لَظى قاتِلهْ....
هل
يَرى نخلةً ..... ؟
ظبيةً...
خبأتْها
الفلاةُ
ليومٍ يَعزُّ على الحُرِّ
فيهِ
البقاءُ ذليلا مُهانْ....؟
إنه
المَهرجانْ
قالها
ثم
تَمْتَم (بالواقعةْ)
إذ
أحَسَّ الرياحَ تهادتْ بهِ
تعلنُ
الزلزلَةْ .
استدارَ
عساهُ
يَرى ...
قَطْرةً
مِنْ
مِياهٍ تَصيرُ على كفِّهِ
مَلحَمَةْ
.
..................................
إنّما
هاهي
الأرض قدْ
زُلــزلَـتْ
تـَحـتـَنــا
أَخرجتْ
جوفَها فوقنا
مَــذْبـَحَـــةْ
،
لا
تَسلْ
مــا
لـَها ،
واستدرْ
قد
تَرى نَخلةً تنتصبْ
فوق
هذي الجماجم
كَيْما
تُرى شاهدةْ ،
مَن
يَسلْها الذي قد جرى
عند
ذاك تحدِّث اخبارَها .
*******************
قابَ
قوسينِ من ظلّهِ
أوْ
أقلَّ
اعتراهُ الجُنونُ ،
ـ كما قالَ بعضُ الشهودِ ـ
فراحَ
يُخاطبُ نخلةً
واقـفـةْ
.
لم
يكنْ لفظُهُ
غيرَ
لَغْطٍ فصيحٍ ،
لم
يُبِنْ لفظُهُ مَقصدَه
ـ
قالَ بعضُ الشهودِ ـ
وقالَ
بأنّ
الذي قد رآه دموعٌ
تخطُّ
على الرَّمل ما يُذهلُ
خطَّ
في الرّمل قالَ :
(أيا
نخلةُ
قد
تَغربتِ مثلي بأرضِ النخيلِ ،
فما
لَكِ لمْ تَنحني ،
إنّني
َلأخافُ عليك جنونَ الرياحِ
وليس بأرض العروبةِ صقرٌ
يخبّي النخيلَ
ويطوي
عليهِ الشغافَ
يطيرُ بهِ
نحو
أرضٍ حرامٍ
لِيُنشِي
على سَعْفِهِ
مَمْلكةْ
) .
شاهدٌ
آخرُ
قالَ
:
إنّ
الذي قد رآه
عجوزٌ
بعمْرِ الفراتِ
يَجرُّ
الفراتَ على ظهرهِ
يَسْتَسِرُّ
الرِّمالَ إذا ما رأتْ نخلةً
شـــــــــــــاردةْ
،
دلَّه
الرَّملُ على نخلةٍ
واحـــدةْ
،
لمْ
يَكنْ غيرُها
وسْطَ هذي الفلاةِ
بكلِّ
الجهاتِ ،
فراح
يخبِّئُ في ظلِّها
عن
عوادي الرياحِ ندى نهرهِ .
لم يقل كِلْمةً
غيرَ
بعض الحروف لمحنا بأطرافها
من سَنا سرِّهِ .
شاهدٌ
ثالثٌ
قالَ
:
إن
الذي قد رآهُ ـ وأقسَمَ ـإنَّهُ نخلةٌ
شـــــامـخــةْ
،
تنحني
فوق
رأسِ عجوزٍ على كفّهِ
يجري
ماءُ الفراتِ
ضياءً
بهاءً
يبشِّرُ
أنَّ
الحقولَ تُجمِّع فوق الجبالِ
البروقَ
,
الرعودَ
ليومٍ
يكونُ الفراتُ به الفاتحةْ ،
تنحني
كي
تقبِّل رأس العجوزِ الفتيِّ
لترقى
المدى بعدها
شــــــامـخةْ
****************
قابَ
قَوْسٍ ..رمى
خَـوْفَـهُ
،
راح
يَمشي
وئيداً
وثيقاً
كما نخلةٌ بالعَرا صامدةْ
كي
يرى وجهَهُ
فوقَ ماءِ الفراتِ
فَيعرِفُ وجهَ الذي قتَّلَهْ
****************
قابَ
قوسٍ
أقلَّ
كثيرا.....
يَمتطي
جُرحهُ
فــارسـاً
من
دِمًا لم تزلْ شاهدةْ ،
كي
يصوغَ الذي لم تزلْ
راعفاتُ النخيل به
حـــــــالــمـــــــةْ
**********************
قابَ
صرخةِ طفلٍ وليدْ
صاحَ
من تحتِ هذي الجماجمِ :
أمُّ
,
فهزِّي
إليكِ جذوعَ النخيل يُسَاقِِِطُ
ضَوْءا
...
حليباً
يُبرعِِمُ فوق الشفاهِ ,
فلا
تَهِني اليومَ أو تحزني .
إنّ
هذا النخيلَ
نخيلٌ كما قدْ عرفتِ
وهذا
العجوزُ الفتيُّ
يَشدُّ
الفراتَ على خصرِهِ
يَجمَع
البرقَ والرعدَ في كفِّهِ
يـــــمتطي
اللحظة القادمـــــة
*****************
ها
هي الارضُ
قد زُلْزِلتْ تحتَهمْ
فاسمعي
أمُّ اخبارَها
أرضُـــنا
إنـّـها
ترتقي
سـلم
الـفـاتحـــــــــة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق