إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الاثنين، 6 أغسطس 2012

الشاهدة

قاب قوسين من ظلِّه
أوقف الحلم في لحظة راعفةْ
استدار يجوس بكلِّ الجهاتِ
عساه يرى نبتةً
قطرة من مياه الفراتِ
ترفُّ اخضرارا على كفِّه اليابسةْ
آه يا كفَّه اليابسةْ
إنّه لا يرى فوق صحرائه
ما يشي بالمطر
أو يشي
أنّ في جوفها نبعةً من عسلْ
إنّه لا يرى
غيرَ خفق السّراب يُسرُّ لهُ
إنما أمره منذر بالخطرْ
إنّه لا يرى فوق صحرائهِ
غيرَ أنّ السماء تغيم بما لا يشاءُ
فأيقن أنّ السماء تغيم بما لا يشاءُ
وأيقن أنها العاصفةْ…..
استدار يجوس بكلِّ الجهاتِ
عساه يرى ملجأ
جُحْر ضبٍّ يقيه الهوانَ إذا كانت الواقعةْ
يا لهول الذي قد رآه بهذي الفلاةِ،
بكلِّ الجهاتِ ضِبابٌ تسافر نحو الذي لا تراهُ
وتزعم أنّ الذي لا تراهُ تراهُ
وتزعم أنّ الذي في السماء نبيذٌ تضِبُّ به غيمةٌ
عاشقةْ
عندها
قال إنّ الرحيلَ سيجديه نفعا إذا كان للبارحة
غالبَ الشوقَ في نفسهِ
إذ أعدنَ لظاهُ إليه المها
حيثُ اسلمنَ منه الفؤادَ لشكِّ الرماح
عيونٌ قواتلُ فيما مضى
فوق جسر عليه اتكى
عند باب الرصافة
ثم بكى
قال إنَّ الرحيل سيجديه نفعا إذا كان للبارحةْ
استدار يفتِّش عن نخلة شاردةْ
كي يزمَّ عليها الركابَ
لأمس الذي فيه منجاتُه من لظى قاتلهْ….
هل يرى نخلةً …..ظبيةً
خبأتْها الفلاةُ ليوم يعزُّ على الحرِّ فيه البقاءُ ذليلا مُهانْ….؟

إنه المهرجانْ
قالها
ثم تمتم (بالواقعةْ)
إذ أحسَّ الرياحَ تهادتْ به تعلنُ الزلزلةْ
استدارعساه يرى قطرةً من مياهٍ تصير على كفِّه ملحمةْ
…………………………….
إنّما
هاهي الأرض قد زُلزلتْ تحتنا
أخرجتْ جوفها فوقنا مذبحةْ
لا تسلْ ما لها
واستدرْ
قد ترى نخلةً تنتصبْ
فوق هذي الجماجم كيما تُرى شاهدةْ
مَن يسلها الذي قد جرى
عند ذاك تحدِّث اخبارَها

*******************
قاب قوسين من ظلّه
أو أقلَّ
اعتراه الجنون كما قال بعضُ الشهود فراح يخاطب نخلةًواقفةْ
لم يكن لفظه غير لغطٍ فصيحٍ
لم يُبنْ لفظُه مقصدَه ـ قال بعض الشهود ـ
وقال بأنّ الذي قد رآه دموعٌ تخطُّ على الرمل ما يذهلُ
خطَّ في الرّمل قالَ :
(أيا نخلة
قد تغربتِ مثلي بأرض النخيل فما لكِ لم تنحني
إنّني
قد أخاف عليك جنون الرياحِ
وليس بأرض العروبةِ صقرٌ يخبّي النخيلَ
ويطوي عليه الشغافَ
يطير به نحو أرض حرام لينشي على سعفه مملكةْ )
شاهدٌ آخرُ
قال إنّ الذي قد رآه عجوزٌ بعمْرِ الفراتِ
يجرُّ الفراتَ على ظهرهِ
يستسرُّ الرمالَ إذا ما رأتْ نخلةً شاردةْ
دلَّه الرملُ على نخلةٍ واحدةْ
لم يكنْ غيرُها
وسْطَ هذي الفلاة بكلِّ الجهاتِ فراح يخبِّئ في ظلِّها عن
عوادي الرياح ندى نهرهِ
لم يقل كِلْمة
غير بعض الحروف لمحنا بأطرافها من سنا سرِّه
شاهد ثالث
قال إن الذي قد رآه ـ وأقسم ـإنه نخلةٌ شامخةْ
تنحني فوق رأس عجوزٍ على كفّه
يجري ماء الفرات ضياءً بهاءً يبشِّر أن الحقول تجمِّع فوق الجبالِ
البروقَ ,الرعودَ ليومٍ يكونُ الفراتُ به الفاتحةْ
تنحني
كي تقبِّل رأس العجوزِ الفتيِّ لترقى المدى بعدها شامخةْ
****************
قاب قوس ..رمى خوفه
راح يمشي وئيدا وثيقا كما نخلة بالعرا صامدة
كي يرى وجهَهُ
فوقَ ماءِ الفرات فيعرف وجه الذي قتَّله
*********************
قاب قوس
أقل كثيرا
يمتطي جرحه فارسا
من دِمًا لم تزل شاهدةْ
كي يصوغَ الذي لم تزلْ راعفات النخيل به
حـــــــالــمـــــــةْ
**********************
قابَ صرخةِ طفلٍ وليدْ
صاحَ من تحتِ هذي الجماجمِ :
أمُّ ,فهزي إليك جذوعَ النخيل يُساقِِِطُ
ضوءا …حليبا يُبرعِم فوق الشفاهِ ,فلا تهني اليوم أو تحزني .
إنّ هذا النخيلَ نخيلٌ كما قد عرفتِ
وهذا العجوزُ الفتيُّ يشدُّ الفراتَ على خصرِهِ
يجمع البرق والرعد في كفِّه
يـــــمتطي اللحظة القادمـــــة
*****************
ها هي الارضُ قد زُلْزِلتْ تحتَهمْ
فاسمعي أمُّ اخبارَها
أرضُـــنا
إنـّـهاترتقي سلم الفاتحـــــــــة


القصيدة بصوت الشاعر
1214518862.wav

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق